إنّ لشهر رمضان المبارك فضل عظيم ومكانة كبيرة في الإسلام، فصيام هذا الشهر هو فرض عين على كل المسلمين، حيث يعتبر صيامه الركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة. وقد جاء في الكثير من النصوص الشرعية ما يبين فضل شهر رمضان ومزاياه التي يتميز بها عن باقي الشهور، ومن تلك النصوص قوله صلى الله عليه وسلم: « إذا دخل شهر رمضان فُتِّحَت أبواب السماء، وغُلِّقَت أبواب جهنم، وسُلْسلت الشياطين. »، وفي حديث آخر: « إذا جاء رمضان فُتِحَت أبواب الجنة. » [رواهما البخاري]. فمن فضائل هذا الشهر أنه عند قدومه تفتح أبواب السماء والجنة، وتغلق أبواب جهنم، وتُسَلسل وتُصَفَّد الشياطين.
وقد امتاز شهر رمضان المبارك عن غيره من الشهور بأن فيه ليلةً تعتبر أعظم ليلة في السنة، وهي ليلة القدر، كما امتاز عن غيره أيضًا بأن صيامه يكون سببًا في مغفرة الذنوب، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه. ومن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه. » [رواه البخاري].
ففي شهر رمضان ليلةُ القدر التي وصفها رب العالمين في كتابه الكريم بأنها خير من ألف شهر، فهي الليلة التي أنزل الله فيها القرآن الكريم جملةً واحدة إلى بيت العزة في السماء الدنيا، ثم بعد ذلك نزل مُفَرقًا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة، كما روى هذا ابن عباس رضي الله عنه.
ومن الفضائل الأخرى لهذا الشهر أن العمرة فيه تعدل حجة، كما جاء هذا في أحد الأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله، فهذا مما امتاز به شهر رمضان عن بقية الشهور.
ومن الأمور الأخرى التي امتاز بها شهر رمضان عن غيره من الشهور أن فيه صلاة التراويح، فهذه الصلاة لا تكون إلا في رمضان، وتسمى أيضًا بصلاة القيام، وقد جاء فيما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه. فالصيام والقيام يعتبران من مكفرات الذنوب، فينبغي للمسلم أن يغتنم هذه الفرص في تكفير ذنوبه.
هذا ما فتح الله به علينا، واستطعنا جمعه من فضائل شهر رمضان المبارك، ومما لا شك فيه أن هذا المقال لم يستوعب كل فضائل شهر رمضان، ففضائل شهر رمضان المبارك أكثر من أن تحصر في هذه الكلمات. وفي الختام نسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، ونسأله أن يتقبله منا، والحمد لله رب العالمين.