الصومُ هو أحدُ أركان الإسلام الخمسة، والذي فرضه الله عزّ وجل على المسلمين في شهر رمضان المبارك، وهو يعني الامتناع عن الأكل والشرب من الفجر إلى غروب الشمس. وشهرُ رمضان شهرٌ عزيزٌ على كل مسلم وله آثارٌ روحانيةٌ وجسديةٌ على الإنسان، والصيامُ يعتبر بمثابة نظام غذائي جديد غير النمط المعتاد في الحياة اليومية للشخص.
خلال شهر رمضان يعتمد الإنسان على حاجته من الطاقة من خلال تناوله لوجبتي الإفطار والسحور، واللتين تعدّان غير كافيتين لحصوله على الطاقة خلال فترة الصيام والتي قد تمتد لأكثر من اثنتي عشرة ساعة، فيقوم الجسم بالحصول على حاجته من خلال مخزون الجسم من الجلوكوز والدهون المخزنة في الجسم، ويتم استهلاك الخلايا المريضة والتالفة واستبدالها بأخرى جديدة لتعطي الجسم القوة والطاقة والتجدد. وفي مقالنا هذا سنتعرّف أكثر على فوائد الصيام وتأثيره على صحّة الإنسان.
فوائد الصيام في رمضان
فرصةٌ لإراحة الجهاز الهضمي وحلّ لبعض مشاكله، وذلك لأنّ الامتناع عن الأكل والشرب يقوّي من عضلات وأغشية الجهاز الهضمي لتزيد من قوتها وحيويتها ويعطيها فرصةً لتحسين أدائها. ومن أهمّ المشكلات التي يعالجها الصيام عسرُ الهضم، والانتفاخ، وزيادة الحموضة، والقولون العصبي؛ ويجب على مرضى القرحة المعدية الحذر من الصيام أثناء شهر رمضان المبارك وذلك لأنّه لا يمنع إفراز المعدة للأحماض والتي تضر بالشخص عند الصوم.
فرصة لعلاج الكثير من الالتهابات وأمراض الحساسية، مثل التهاب المفاصل والصدفية، وبفضل الصيام يمتنع الجسم عن تناول وجبات الطعام لفترات طويلة، وبعض هذه الأطعمة قد تسبب الحساسية للشخص إذا ما تناولها، فيعطيه فرصةً لإراحة جسمه لفترات من هذه الأطعمة وقد يمتنع عن تناولها. ويخفف من حب الشباب، والبثور، والدهون التي تظهر على البشرة،
يزيدُ من فرصة التخلص من السموم في الجسم والتي تتراكم بشكل أساسي في دهون الجسم، وهو يعزز من فرصة حرق الدهون وبالتالي التخلص من السموم.
يساعد في خسارة الوزن، وذلك بسبب حاجته إلى الطاقة خلال ساعات صومه، فيقوم الجسم بحرق الدهون والجلوكوز المخزن في الجسم للحصول على الطاقة وبالتالي إنقاص الوزن، وكذلك يمنع تخزين دهون إضافية في الجسم، ويعمل أيضاً على خفض الشهية وبالتالي تناول طعام أقل خلال الوجبة.
يساعد على خفض مستوى السكر في الدم، مما يؤدي إلى خفض الجسم من إنتاج الأنسولين وبالتالي إراحة البنكرياس، وهنا يجب على مرضى السكري استشارة الطبيب قبل الصيام، لئلا يؤدي ذلك إلى انخفاض السكر لديهم بنسبة كبيرة، وبالتالي زيادة الخطر عليهم بالدخول في غيبوبة السكري.
يساعد في خفض ضغط الدم، وذلك لأنّه يخلص الجسم من الدهون والكولسترول والذي يؤدي تراكمها إلى التسبب في إغلاق الشرايين وتصلبها، وكذلك ينخفض التمثيل الغذائي ويقلّ إفراز الأدرينالين مما يقلّل من معدلات ضغط الدم المرتفع.
يقوي من جهاز المناعة من خلال تناول الوجبات المتوازنة والغنية بالعناصر الغذائية المهمة والمفيدة للجسم، وهنا على الشخص التغيير من عاداته القديمة والإكثار من تناول الخضراوات والفواكه للحصول على المعادن، والفيتامينات المهمة، وكذلك مضادات الأكسدة.
يخلص الجسم من إدمان الكافيين وبعض الأطعمة الجاهزة، وكذلك يخلصه من إدمان التدخين المضر بالصحة.
طقوس الإفطار في شهر رمضان تعزز من العلاقات الأسرية واجتماع الأقارب، وهذا يترك أثراً نفسياً محبباً لدى الجميع.
يزيل التوتر النفسي والاجهاد، وذلك لأنّ الشخص على يقين بأنّه يؤدي العبادة تقرباً من الله، وكذلك يحفّز الشخص من قيامه لأداء باقي العبادات.