فى ليلى جلست وحدى
جلست وأنا أحمل فى يدى
أقلامى ودفترى
وجلست أحاول أن أسطر بحروفى
كلمات تعبر عن حالتى
جلست أناجى صورتك
وتخيلت صوتك يداعب مسمعى
وتذكرت أيامنا سوا
وأستدعيت صورتك من مخيلتى
وجلست أتأملك
بين قلمى ودفترى
سطرت سطور كثيره
ولكن فى عالم اللغه احترت
لأنى كلما بحثت عن كلمه تصف حالتى
ماوجدت الا كلمات أراها قليله
عن ما أشعر بيها الان
لكنى سأترك لاحساسى العنان
وسأحرر قيد معصمى
وساكتب مايجول فى خاطرى
حبيبى
فى ليلى ووحدتى
اتذكرك
وفى حضن القمر أسهر كل ليله
أسامره ويسامرنى عنك
فكثيرا ما تناجينا
وكثيرا ما شهد على حديثنا القمر
اليوم حين غبت انت عنى
ذهبت وحدى ولاأحمل الا صورتك فى يدى
وكانت دموع الشوق فى عيونى تملائها
فسألنى القمر عنك
فقلت له أنك لست معى
ولاكن روحك واحساسك معى
وسالنى عنك القمر
قال لى مالك اليوم وجهك حزين
وأين بسمتك التى كنت دوما تعهدين
فقلت له بصوت يمتزج بين الحنين والانين
أننى أشتقت لحبيب سكن أضلعى
حبيبا شق قلبى وأنفطر
حبيب كان لعيونى نورها
ولروحى أنفاسها
وكان لحياتى شمسها
وكان فى عمرى اذهاره
وكان فى صبايا جماله
وكان فى شبابى احلامه
وكان فى شيخوختى سندا
فنظر القمر الى متعجبا
الى هذا الحد احببتيه؟
قلت له بل اكثر بكثير من ذلك
قال لى القمر
وكيف حاله تجاهك
هل أيضا يحبـــــــــــك؟
قلت لـــــــــه
لا أقول أنه لايحبــــــــنى
بل اننى متاكده وواثقه من حبه الى
وناديته
ياقمر
ألم ترى حبيبى يومـــا معـى
فقال نعـم
قلت له
ألم تسمع عهده أنى سابقى دوما معه
قال بلى
قلت له
ألم تشهد على مثياق الحب الأبدى الذى ربط بيننا
قال أجل
فقلت له
أيها القمر
ألم تحضر معنا كل ليله
عندما كنا نجتمع فى رحابك
وكنا متشابكين الايدى
هائمين الفكرى
عاشقين ..متيمن ..سارحين الخيالى
يا أيها القمر
الم تشع يوما ضيائك فى قلوبنا
ألم تشع يوما هدوئك فى قلبينا
أم تنثر يوما عطرك فى وجدنا
قال نعم ..نعم ..نعم
قلت له بعد كل هذا وتسال عن مدى حبنا
قال
كنت اريد فقط ان اسمعك
وأن أرى أجـــــــابتــــــــك
وأردت ايضا ان اذكرك اننى دوما معكما
ولكن لماذا اليوم انتى هنا وحدك
والى أين ذهب رفيق دربك
قلت له
لقد ذهب فى رحله
سافر سفر قريب
وأتيت اليوم هنا
كما كنا نلتقى انا وهو كل ليله
جئت تحت تلك السماء التى كنا نستظل بها كل ليله
والى نفس الشجره التى كنا نجلس تحتها
وأليك يا ايها القمر
وناديته
أيها القمر
أنك ســـــاطع فى السماء
أستحــــلفك بالله
أن تضىء الليله أكثرا فاكثرا
وأن تجعل نورك وضيائك يزداد
فنظرا الى متعجبا
ولماذا الليله بالذات ؟
اخبرته
لان حبيبى الان فى طريقه
وأريد ان تضـــــاء له كل السبل
وأن ينظر للسمــــــاء فيراك
مذدهرا
فيطمئن قلبه
وليهدأ فؤاده
وليعلم اننى هنا
احيا على ذكراه
فيمضى فى طريقه منشرح الصدر
خالى الفكر
عاشق للحياه محب
وليعلم أن حبيبته فى أنتظار عودته
أجابنى القمر
يالكٍ من أمراءه
عجبت كثيرا من حبك اليه
الى هذا الحد تحبينه
أجابته بل اكثر بكثير
قال القمر
أننى اكاد أراه من هنا
انتظرى
فأننى أكاد أن أرى نفس الوجه الذى كنت أره كل ليله هنا معكى
دق قلبى مسرعا
حقا حقا هل تراه
هل تراه ايها القمر
أجبنى رجاء
وأرحم قلب من الانتظار انفطر
قال نعم أراه
أراه يمشى وسط الطريق
أراه يبستم الى من هناك
ملوحا بكفيه
وأرتسم على وجه القمر ضحكه
فسألته مابك
قال القمر
أننى رأيت فى وجه نفس نظراتك
وكأنه يحدثنى نفس حدثيك
ضحكت أنا ايضا
وقلت للقمر
اذا فلتخبره أننى انتظره بكل حب وشغف
وساظل رفيقه أليك كل ليله يا أيها القمر
وساظل فى وحدتى أناجى صورته كل ليله
وسأبقى على عهده مداومه
وسأصنع من دمى حــبرا
لاكتب له فى كل صباح ومساء رساله
وانثرها فى سمائى
لكى توصل اليه
فيمطئن
ولتبلغه
اننى اهديه كل حبى واشواقى
واخيرا
شكرالك ايها القمر
فانك حقا صديقى
ضحك القمر
وقال انتى ايضا صديقتى
وطويت دفترى
وحفظت اقلامى
وحضنت صوره حبيبى فى خيالى
وأغمضت عيونى
كى اسمح لوجدانى ان يناجيه
وأن اسمح لروحى ان تطوف حواليه
وأن اسمح لعيونى ان تحلم بيه
وكان هذا هو ليلى دونك ومعك يامن ملكتنى
حبيبى
أبدا ماتغيب عـنى
أنت دومـــا معى